نبذة تاريخية
|
المقدمة: في أواخر عام 1948 وبعد أن وضعت الحرب العربية الصهيونية أوزارها اكتملت المأساة اللاإنسانية بتهجير أكثر من 700000 لاجئ فلسطيني من حوالي 457 قرية ومدينة فلسطينية، لجأوا إلى جبال الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان ودول أخرى ملتحفين السماء ومفترشين الأرض، فاقدين كل شيء إلا الاعتقاد بأن عملية لجوئهم لن تطول كثيراً وأن عودتهم حتمية. في ظل هذه الأوضاع المأساوية بادرت هيئة الصليب الأحمر الدولية بتقديم الخدمات لمئات الألوف من اللاجئين، فقامت بجمعهم وقدمت لهم الخيام والعلاج والمأكل والمشرب واستمرت في تقديم خدماتها للاجئين لغاية صدور قرار الهيئة العامة للأمم المتحدة رقم 302 بتاريخ 8/12/1949 بإنشاء وكالة الغوث الدولية والتي اختصت بعملية الرعاية والإشراف على شؤون اللاجئين لغاية حل قضيتهم حلاً عادلاً. وفي تلك الأثناء كان من الطبيعي أن يتحمل قطاع الشباب اللاجئ من رعيل النكبة الأول الهم الوطني، فبادرت النواة النشطة والفاعلة من قطاع الشباب في المخيمات بجمع الشباب حولها ونظمت صفوفها وباشرت في تنفيذ وممارسة العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية والشبابية تحت الخيمة وفي العراء والحارة بين صفوف الخيم، فكانت البداية والنواة الحقيقية لمراكز الشباب، واستمرت في عملها بهذا الشكل في المساجد، والمدارس وأحياناً في ساعات ما بعد دوام مراكز التغذية التي أنشأتها وكالة الغوث لغاية عام 1953. وفي نهاية عام 1953 بدأ جمهور الشباب يطالب قسم الشؤون الاجتماعية بتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه قطاع الشباب اللاجئ في المخيمات وطرحت على الوكالة همومها ومعاناتها ومشكلاتها وكانت مطالب الشباب في ذلك الوقت، بناء ودعم مراكز لها. وحيث أنشأت الوكالة مراكز الشباب خصصت لها جزءاً من ميزانيتها السنوية حتى للمراكز التي شيدتها المخيمات نفسها لاقت الدعم المالي لإنشائها بقدر متواضع جداً فكانت المخصصات للمراكز موزعة على الأنشطة الرياضية والثقافية والصيانة السنوية للأبنية والأثاث وتغطية لمصاريف الإنارة والماء واستمر هذا الحال لغاية سنة1982، حيث قطعت الوكالة كل المساعدات المدرجة في موازنتها السنوية، وأبقت المراكز تحت مظلتها مع بعض المنح السنوية المتواضعة جداً لبعض المراكز، حيث خلق ذلك القرار فراغاً ملموساً لدى إدارات المراكز وبرامجها.
|
This page was done by E.Youusef Albaba |